القيادة الناجحة
وأما أم فيصل وهي أم لثلاثة أولاد ترى أنه لكي يصبح الطفل قائداً ناجحاً في المستقبل لابد أن يتمتع بسمات القيادة ويملك مفاتيحها وهي الثقة بالنفس والحوار مع الآخرين والعمل الجماعي والاستعداد لذلك منذ الصغر وعدم الأنانية وتقدير الكبار والاهتمام بالآخر، وأن يشعر الطفل بأن هناك احتراما لرأيه، وإجابة على تساؤلاته، وأن ننمي لديه التفكير الناقد ويكون لديه القدرة على جمع المعلومات والاختيار بين البدائل.
دور الآباء
ويشاركنا أبو محمد برأيه قائلاً إن الطفل يحتاج لكي ينمو سويا واثقا بنفسه مقدرا لذاته إيجابياً في حياته إلى أب واثق بنفسه، يعرف كيف يتعامل مع المشاكل التي تواجهه دون تضخم أو تقليل من شأنها، قادر على التحكم في أعصابه وانفعالاته، يزن الأمور بعقلانية ويتخذ القرارات المناسبة بعد دراسة الموضوعات جيدا، ويتحمل بعد ذلك نتائجها.. فإذا لم يكن الأب على هذه الصورة فإن أطفاله سيكونون مثله مترددين سلبيين.. غير واثقين بأنفسهم وبقدراتهم وأنصح الآباء الذين يتصفون بالسلبية بضرورة تعلم كيفية التعامل مع المواقف التي تواجههم في حياتهم عن طريق بعض التدريبات التي تساعدهم على الاسترخاء وسرعة البت في القرارات.. فالأب يجب أن يكون إيجابياً لكي يطمئن أطفاله إلى أنهم يستطيعون الاعتماد عليه عند مواجهتهم لأي مشكلة.
وأنت أيضاً عزيزتي الأم لديك دور كبير يجب أن تنميه على أكمل وجه في تربية أولادك.. فهل فكرت أن تعدي طفلك لمنصب قيادي مستقبلاً؟ يجب ألا تتخلي عن تلك الفكرة وضعي في اعتبارك أن أطفال اليوم هم رجال الغد ووزراء ورؤساء المستقبل.
أعد طفلك ليكون قائدا
وفي هذا الصدد يقول الدكتور "حامد زهران" أستاذ الصحة النفسية بعين شمس " إن نمو الطفل وقدرته على القيادة عبارة عن منظومة متكاملة من النمو الجسماني الناتج عن الاهتمام بالصحة، والنمو العقلي كالذكاء والابتكار وحسن التصرف والقدرة على اتخاذ القرار والحكمة في التعامل، والنمو الانفعالي من خلال الاتزان والهدوء والإرادة والثقة بالنفس أما النمو الاجتماعي فيشمل الذكاء الاجتماعي في التعامل مع الآخرين والتعاون وحسن المعاملة والفكاهة والمرح والقدرة على العطاء.
ويضيف: هذا بالإضافة للنمو الفسيولوجي والخلقي والحركي؛ فالطفل في بدايته يتعرف على ذاته والآخرين من حوله، ويحدث بينه وبينهم تفاعل؛ فيقوم بدور القائد والتابع في الوقت ذاته وكل منا أيضاً كذلك " فالطفل تابع لأسرته قائد لأصدقائه".
لذا عليك عزيزتي الأم أن تكتشفي ميول طفلك بنفسك، ودعي تطلعاتك والتخطيط لمستقبل طفلك دائماً، وابحثي فيما قد يبدع فيه طفلك ويميزه عن الآخرين.
طفل هذا العصر
وقد تتساءلين كيف لي أن أفهم ميول واتجاهات طفلي في عصر طغت عليه أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية؟
تقول الدكتورة جيهان العمران أستاذة علم النفس بجامعة البحرين: إن الطفل بدأ يفقد براءته في العصر المعلوماتي الحالي الذي تسيطر عليه الثقافة الإلكترونية دون قيود أو حدود لتنسل بخبث إلى عالمه البريء، وتفرض عليه النضج المبكر، ليصبح رجلاً صغيراً قبل أوانه، فطفل هذا العصر لم يعد يرى بعينه إلا شاشة التلفزيون أو الفيديو بدلاً من أشكال الزهور والحيوانات والنباتات، ولا يسمع بأذنيه سوى الموسيقى الصاخبة بدلاً من أصوات الطبيعة الهادئة، ولا يلمس بيديه إلا لوحة مفاتيح الكمبيوتر بدلاً من اللعب بالرمل والماء التي نعدها من هدايا الطبيعة المجانية لتنمية الإبداع، لذا فنحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في أساليب تربية الطفل.
طريقة لتنمية ميول طفلك
وإليك عزيزي المربي طريقة سهلة لاكتشاف ميول طفلك وتنميتها في الخطوات التالية:
1- مراقبة الطفل من حيث طريقة كلامه وسلوكه في البيت.
2- محاولة الإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الطفل ببساطة وسهولة.
3- عدم نهره على أسئلته.
4- محاولة توفير الأدوات التي تساعده على إظهار ميوله كتوفير أدوات الرسم – إذا كان يحب الرسم- أو توفير ملابس التمثيل إذا كان يحب هذا الفن.
5- إشراكه في نادٍ يساعده على تنمية مواهبه وميوله.
6- محاولة عرضه من فترة إلى أخرى على أحد المتخصصين في علم الأطفال لكي يساعده بشكل أكثر على تنمية اتجاهاته.
لا تركز على الأشياء التي لا تحبها في طفلك ولكن ركز على مهاراته وقدراته المتميزة.
شجع لديه هذه القدرات وامدحه عليها كثيراً.
وأخيراً فإن كل طفل بداخله الكثير من الاختلافات، فقد تكون لديه نقاط قوة ونقاط ضعف، وقد يجيد شيئاً ولا يجيد آخر، مثله مثل كل البشر.. فعلينا مساعدته لتنمية قدراته.