تحتار الأمهات وبعد انقضاء العطلة الصيفية في كيفية تعويد الأسرة من جديد على نظام المدرسة، وما يصاحب هذا الأمر من تغيرات على أسلوب الحياة التي اعتاد عليها الطفل خلال العطلة الصيفية..، ومن أهم الأمور التي يجب على الأم أخذها بعين الاعتبار هي تنظيم تغذية الطالب من جديد؛ حيث أن التغذية خلال هذه المرحلة مهمة جداً؛ فالطفل والمراهق في مرحلة بناء ويحتاجان غذاء صحيا متوازنا يزودهما بالطاقة اللازمة لضمان الحيوية والنشاط طيلة الدوام المدرسي، وفي ذات الوقت لا يجب أن يتناول الطالب كمية زائدة من الطعام تجعله عرضة للمشاكل الصحية الغذائية كالسمنة وسوء الهضم وتسوس الأسنان.
وحتى تكون الأم قادرة على اختيار الغذاء المناسب لطفلها عليها أولاً أن تدرك معنى الغذاء الصحي، فماذا يقصد بالغذاء الصحي أو الغذاء المتوازن؟
الغذاء الصحي والمتوازن هو الغذاء الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسية لسلامة نمو الطفل أو المراهق، ويضمن إمداد الجسم بالطاقة ومقاومة الأمراض، وبالطبع لا يوجد غذاء واحد معين يحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسية بشكل كامل لذا يجب تنويع الأغذية التي يتناولها الطفل أو المراهق في الوجبة الواحدة لضمان حصوله على العناصر الغذائية الرئيسية، ويعتبر إدراك الأم لهذه النقطة نقطة البداية في التخطيط لتغذية الطالب بصورة متوازنة .
إذاً فما صفات الغذاء المتوازن؟
عزيزتي الأم من صفات الغذاء المتوازن ما يلي:
• أن تحتوي الوجبة على جميع العناصر الغذائية من كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات ومعادن ودهون وماء بنسب محددة ومتوازنة، وهذا لا يتحقق إلا بتنويع مصادر الغذاء.
• أن يكون الغذاء الذي يتناوله الطفل أو المراهق كافيا دون إفراط أو تفريط.
أمّا عن عدد الحصص اليومية المقررة للطالب من العناصر الغذائية فهي كما يلي:
الحليب ومنتجات الألبان
2-3 حصص للأطفال تحت سن 9 سنوات،
3-4 حصص للأطفال من 9-11 سنة،
4 حصص للأطفال من 13-18 سنة
والحصة الواحدة من منتجات الألبان هي عبارة عن كوب من الحليب أو كوب من اللبن الرائب، أو 30 غم من اللبنة أو الجبنة أو القشطة.
اللحوم ومنتجاتها
حصتان يومياً تشمل كل حصة 90-120 غم من اللحم أو السمك أو الدجاج، أو بيضتان، أو كوب بقول مطبوخة.
الفواكه والخضروات
4 حصص حيث أن الحصة هي عبارة عن حبة من الفاكهة ذات الحجم الصغير أو المتوسط ، أو حبة خضار، أو نصف كوب من الخضروات المقطعة.
الخبز والحبوب
أربع حصص يومياً، تشمل كل حصة رغيف واحد صغير أو كوب من الحبوب المطبوخة.
وجبة الإفطار
يجب ألا تنسى الأم أهمية وجبة الإفطار بالنسبة للطفل؛ فبعض الأمهات يهملن هذه الوجبة بسبب التأخر في الاستيقاظ صباحا، أو لأنها أم عاملة وليس لديها وقت كاف لإعداد هذه الوجبة، أو بسبب عدم تعود الأسرة على تناول الإفطار مما ينعكس على صحة الأبناء وحيويتهم وتحصيلهم الدراسي بشكل سلبي، وفي العادة يجب أن تتكون وجبة الإفطار الصحية مما يلي:
• شراب ساخن أو بارد مثل الحليب.
• حصة من الخبز أو أحد أنواع الحبوب (الكورن فليكس).
• نوع من الأطعمة البروتينية مثل الجبن أو البيض أو الفول.
• نوع من الفاكهة أو عصيرها.
أما عن الطعام الذي يأخذه الطالب إلى المدرسة فيختلف باختلاف سن الطالب، ويجب أن تراعي الأم هنا ميول طفلها؛ فإذا كان لا يحب نوعاً معيناً من الأغذية فعليها ألا تجبره على تناوله، بل يجب أن تجد له بديلاً صحياً ومناسباً له، وفيما يلي عزيزتي الأم مثال على وجبة صحية متكاملة من الممكن أن يتناولها طفلك في الفرصة المدرسية:
• علبة من الحليب كامل الدسم، وإذا كان طفلك لا يحب طعم الحليب فمن الممكن أن تضعي له الحليب ذا النكهات المختلفة ( مثل الفراولة أو الموز أو الشوكولاته ) المتوافر في الأسواق المحلية.
• قطعة من الخبز مع أحد منتجات الألبان كالجبنة أو اللبنة على شكل شطيرة.
• قطعة من الخضار التي يسهل تناولها كالخيار أو قطع الجزر المقطعة أو أوراق الخس.
• قطعة من الفاكهة.
• لا مانع من أن يتناول الطفل حصة من الحلوى أو الشيبس ثلاث مرات أسبوعياً.
مقصف المدرسة
أما عن مقصف المدرسة الذي يشتري منه الطلاب الطعام والذي يعتبر أحد أهم مجالات الحياة الصحية المدرسية السليمة إذا توفرت فيه الشروط الصحية اللائقة، التي من أهمها ما يلي:
• يجب أن يكون مبنى المقصف واسعا وآمنا ونظيفا معدا بسبل الوقاية من الحشرات والقوارض.
• يجب أن تكون الأغذية التي يوفرها المقصف المدرسي أغذية تساعد في بناء الجسم ونموه وتمده بالطاقة وتساعد في الوقاية من بعض الأمراض وتوفر له جميع العناصر المعدنية والفيتامينات .
• يجب لا يحتوي المقصف المدرسي على وجبات غذائية غالية الثمن لا يقدر على شرائها إلا بعض الطلاب.
وفي النهاية يجب أن يدرك جميع العاملين في القطاع التربوي أنه لتحقيق النجاح والتفوق الدراسي والحفاظ على صحة وسلامة أبنائنا الطلاب لابد من التخطيط لوجبات مغذية وشهية ومتوازنة كأساس للتغذية الصحيحة وذلك بالاعتماد على التثقيف الصحي لطلابنا ورفع مستوى الوعي الغذائي لديهم.